اليمن يواجه خطر تحوله إلى «دولة فاشلة»

في مقابلة اجرتها وكالة رويترز مع وزير الخارجية اليمني ابوبكر القربي ، قال القربي ان اليمن يواجه خطر ان يصبح دولة فاشلة اذا لم يساعده المجتمع الدولي في تطوير اقتصاده بما يوفر للشبان بدائل عن السير في طريق التشدد.
وتصريحات القربي التي جاءت قبل يوم واحد من اجتماع لندن المخصص لمناقشة قضية اليمن وسبل استقراره ودعمه سياسيا واقتصاديا ، تأتي في غضون جملة تحديات ومخاطر داخلية واقليمية يواجهها اليمن اهمها على الاطلاق الوضع الاقتصادي المزري للبلاد بسبب قلة فرص التنمية وزاديا البطالة والفقر وانخفاض معدلات النمو الاقتصادي .
فيما تتفاعل الأحداث اليوم على الساحة اليمنية بطريقة تؤشر إلى الانزلاق نحو دوامة العنف وعدم الاستقرار، ابتداء من ظاهرة الحوثيين التي باتت معضلة حقيقية للحكومة والشعب واصبحت مفتوحة على كل الاحتمالات بعد تدويلها بتدخل السعودية وايران ، مرورا بدعوات انفصال الجنوب وخروج مظاهرات تؤيد ذلك ، وليس أخيرا عودة تنظيم القاعد الى مشهد الاحداث بقوة في وقت تبحث فيه اليمن عن فرصة لالتقاط الانفاس ، ما وضع المشهد اليمني برمته في بؤرة الاهتمام الدولي ودفع بريطانيا للتدخل من خلال عقد مؤتمر لندن بحضور عربي ودولي كبير.

اليمن يواجه خطر تحوله إلى «دولة فاشلة» / بقية
بهدف معالجة مشاكل اليمن السياسية والاقتصادية والأمنية ، خاصة قضيتي الحرب مع الحوثيين ودعوات الانفصال الجنوني .
ورغم أن القربي يعترف أن المشكلة الحقيقية التي تواجه اليمن اليوم هي الاقتصاد باعتباره المسؤول عن كافة محن اليمن، إلا أنه لم تصل الامور باليمن لمستوى خطر يجعلها فعلا دولة فاشلة ، والسبب -برأيه- هو ارتقاء الشعب اليمني للان لمستوى التحديا الجسيمة التي تمر بها البلاد والابتعاد الفعلي عن المشاحنات السياسية. واعتبر أن اليمن يواجه تحديا خطيرا للبطالة بين شبانه ما يشكل تربة خصبة للتحول الى التشدد والتطرف، وبالتالي -يرى القربي- اذا لم يحصل اليمن على الدعم الاقتصادي والتنموي -من خلال مؤتمر لندن- فان التحول الى التشدد سيكون تحديا خطيرا .
ورغم المحاذير العديدة ، فان اهتمام بريطانيا والغرب باليمن ربما يكون له مردود ايجابي يثمر عن زيادة المساعدات المالية والاقتصادية للحكومة اليمنية لمواجهة التحديات الاقتصادية المزمنة والتصدي للتمرد الحوثي الذي بات عقدة اليمن في السنوات الاخيرة ، شريطة أن لا تتضمن هذه المساعدة توقيع ملاحق سرية او معلنة تنتج عن تدخل أمريكي أو بريطاني مباشر في سيادة وأراضي اليمن ما يفاقم الأوضاع سوء ويدخل البلاد في أتون حرب أهلية لايعلم مداها الا الله .
ورغم مختلف التحديات والمخاطر التي يواجهها اليمن ، إلا انه من المبكر لاوانه الحكم عليه بان دولة فاشلة او في طريقه ليصبح كذلك ، فليس ثمة أدلة دامغة تؤدي لتشبيه اليمن بافغانستان أو العراق ، على اختلاف وتباين الفوارق بينهما ، حيث ان فشل الدولة -حسب المفاهيم الدولية المعنية بذلك- يقصد به فقدان سيطرة الدولة على جزء ملموس من أراضيها ونزوع بعض الحركات للتمرد المسلح ودخول البلاد في حرب عصابات ومشاكل عصيان مدني ، وانخفاض مستوى معيشة المواطن وانعدام منسوب الامن الداخلي ، وعدم قدرة الحكومة على قرارات جذرية لمواجهة تلك الأزمات .
وهذه المؤشرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، رغم بروز بعضها ، لا تعطي تصورا واضحا ودلالة قاطعة على أن اليمن بات دولة فاشلة وفق معايير منظمة صندوق السلام الأمريكية التي ترصد تلك المتغيرات والمؤشرات سنويا ، والتي بينت في تقررها الخاص بمقياس الفشل عام 2009م أن اليمن تراجع الى المرتبة (18) عالميا بعد ان كان في عام 2008م يحتل المرتبة (21) ، بمعنى انه تراجع في مقياس الدولل الفاشلة لكنه لم يدخل بعد مرحلة الخطر الحقيقي لوصفه بـ دولة فاشلة . وهو تطور سلبي بلا شك لمكانة اليمن العربية والدولية لكنه لا يعني ابدا انه أصبح على شفا الانهيار أو مهدد بالانقسام ، بل على العلا حول ولا قوة الا بالله مازال اليمن في وضع آمن يسمح له بالعودة لمكانه الطبيعي في حال نجح مؤتمر لندن بتجاوز أزماته الاقتصادية والسياسية والأمنية

مشكوووووووووور على الخبر ده