ملتقى أبناء النيل

أهلاً وسهلاً بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التسجيل لكي تتمنع بكافة الصلاحيات في المنتدى وتذكر دائما وجودك يهمنا......




قصص منوعة ومثيرة 31

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

ملتقى أبناء النيل

أهلاً وسهلاً بك ضيفنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التسجيل لكي تتمنع بكافة الصلاحيات في المنتدى وتذكر دائما وجودك يهمنا......




قصص منوعة ومثيرة 31

ملتقى أبناء النيل

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ملتقى أبناء النيل

دخول

لقد نسيت كلمة السر

أهلا وسهلا بجميع الزوار والأعضاء

اهلا بيك بين اهلك وناسك

المواضيع الأخيرة

» روابط تحميل برنامج الجوز 8 الناطق للمكفوفين jaws 8.0
قصص منوعة ومثيرة Emptyالثلاثاء نوفمبر 20, 2012 8:33 pm من طرف karema

» أاااااه لو تقبلنى يارب "كلام من القلب للقلب"3
قصص منوعة ومثيرة Emptyالثلاثاء أكتوبر 04, 2011 1:54 pm من طرف هبه الحمزاوى

» أاااااه لو تقبلنى يارب "كلام من القلب للقلب"2
قصص منوعة ومثيرة Emptyالإثنين أكتوبر 03, 2011 11:23 am من طرف هبه الحمزاوى

» أاااااه لو تقبلنى يارب "كلام من القلب للقلب"
قصص منوعة ومثيرة Emptyالأحد أكتوبر 02, 2011 12:26 pm من طرف هبه الحمزاوى

» نفسى اشوفك يارب "من القلب للقلب"
قصص منوعة ومثيرة Emptyالسبت أكتوبر 01, 2011 11:57 am من طرف هبه الحمزاوى

» نفسى أوصلك يارب"كلام من القلب للقلب"3
قصص منوعة ومثيرة Emptyالجمعة سبتمبر 30, 2011 12:44 pm من طرف هبه الحمزاوى

» نفسى أوصلك يارب"كلام من القلب للقلب"2
قصص منوعة ومثيرة Emptyالأربعاء سبتمبر 28, 2011 8:47 am من طرف هبه الحمزاوى

» نفسى أوصلك يارب "كلام من القلب للقلب"
قصص منوعة ومثيرة Emptyالثلاثاء سبتمبر 27, 2011 4:06 pm من طرف هبه الحمزاوى

» ميزة انك تبقى قاعد بتذاكر جمب بنت
قصص منوعة ومثيرة Emptyالجمعة أغسطس 26, 2011 8:47 pm من طرف м̲̅я̲̅.αℓ- ƺτ̲̣α̣ίвί

» رابط مشاهدة دوري البطال بث مباشر art
قصص منوعة ومثيرة Emptyالخميس أبريل 21, 2011 2:56 am من طرف ابراهيم

» بنت رسبت في الثانوية العامة شوفو عملت ايه..
قصص منوعة ومثيرة Emptyالإثنين أبريل 18, 2011 9:42 pm من طرف youssef2002

» برنامج Microsoft Virtual PC 6.1 / Virtual PC SP1 6.0.192.0 Windows XP Mode for Windows 7
قصص منوعة ومثيرة Emptyالثلاثاء مارس 15, 2011 5:10 am من طرف adgjmpt332

» الموضوع الأول المدير العام
قصص منوعة ومثيرة Emptyالأحد فبراير 20, 2011 5:35 am من طرف Ø§Ù„مدير العام

» مواقف مضحكة
قصص منوعة ومثيرة Emptyالإثنين فبراير 07, 2011 8:15 am من طرف MOHAMED ENTER

» بعد اذنك يامدير
قصص منوعة ومثيرة Emptyالأربعاء يناير 26, 2011 5:08 pm من طرف Ø§Ù„مدير العام

» صوت معانا
قصص منوعة ومثيرة Emptyالأحد يناير 23, 2011 4:19 pm من طرف (MR.HIMO)

» هل ترضي الآخرين على حساب نفسك ؟؟
قصص منوعة ومثيرة Emptyالخميس يناير 13, 2011 5:30 am من طرف الملكة السمراء

» قصه ممتعه لشاب في الجامعه
قصص منوعة ومثيرة Emptyالخميس يناير 13, 2011 5:27 am من طرف الملكة السمراء

» (( القســــــوة تقتــــــل الحـــــــــب !!!! ))
قصص منوعة ومثيرة Emptyالخميس يناير 13, 2011 5:25 am من طرف الملكة السمراء

» في عينك دمعة على مين هتنزل
قصص منوعة ومثيرة Emptyالخميس يناير 13, 2011 5:19 am من طرف الملكة السمراء

من يوم 6 "11"2009 أنت الزائر رقم

.: عدد زوار المنتدى :.


3 مشترك

    قصص منوعة ومثيرة

    (MR.HIMO)
    (MR.HIMO)
    عضو ستار
    عضو ستار


    الجنس : ذكر
    الميزان عدد المساهمات : 781
    نقاط : 1433
    السٌّمعَة : 10
    تاريخ الميلاد : 06/10/1994
    تاريخ التسجيل : 21/12/2009
    العمر : 30

    قصص منوعة ومثيرة Empty قصص منوعة ومثيرة

    مُساهمة من طرف (MR.HIMO) الجمعة يناير 22, 2010 7:57 pm

    قتلوه في بيت الله
    قتلوه وهو يؤدي أمر الله.. قتلوه وهو ساجد بين يدي الله.
    قتلوه.. قتلهم الله.
    لقد قتلوه وهو الداعية إلى الله، أباحوا دمه وسفكوه ..وهو الداعي إلى توحيد الله
    لقد قتلوا الإمام العابد والمجاهد الزاهد
    من هو؟

    ومن هم ؟

    ولماذا قتلوه ؟
    وأين قتلوه ؟
    إليك أخي وأخيتي هذا الخبر..

    إليكم كلكم وخذوا العِبر ....

    المكان: الجزيرة العربية. الدرعية. مسجد الطريف.
    الزمان: صلاة العصر ...

    هناك حيث انبثق نورٌ بفضل الله أضاء في أرجاء الجزيرة وسطع في أرجاء المعمورة

    وبزغ نور التوحيد وانطمست معالم البدع والشرك.

    أذن المؤذن لصلاة العصر
    فبادر المسلمون يجيبون داعي الله يبتغون ما عند الله

    فتهافتوا إلى بيته يبتغون من فضله خاضعين لأمره..
    بينما هم على ذلك ينتظرون إقامة الصلاة وينتظرون إمامهم وولي أمرهم يصلي بهم كعادته، ويعلمهم دين الله ويفقههم في شرعه
    إذ طلع عليهم الإمام وولي الأمر، فدخل المسجد فأقيمت الصلاة وسوى صفوف المصلين فتساوت الصفوف وتراصت الأجساد والقلوب
    فكبر الإمام تكبيرة تنزع الفؤاد من خشوعها (( الله أكبر )) فكبر الناس ، فدخل الناس في صلاتهم كلهم يتجول في رحاب الصلاة مع الله وبالله
    الكل خاشع الكل خاضع ، في سكينة وطمأنينة، فكبر الإمام راكعاً فكبروا معه ورفع فرفعوا معه .
    وبعدما رفعوا هنا الكل ينتظر السجود .

    هنا ..الكل متلهف لإلصاق الجباه بالتراب
    وتعفير الوجوه بين يدي رب الأرباب
    فعند السجود يعرضون على مليكهم وخالقهم ما يريدون وما يحتاجون
    فهذا يطلب، وهذا يرجو، وهذا يخاف، هذا يريد المغفرة، والآخر يريد الثبات، وهذا يريد توفيقا، وآخر يريد رشاداً، وهذا يريد رزقاً
    تنوعت حاجاتهم، واختلفت مطالبهم
    والله واحد لا يخفاه منهم شيء ولا يشغله عن شيء شيء سبحانه وتعالى .
    أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد
    هنا والإمام وجماعته في قرب من الله تعالى وهم ساجدون..
    هنا وقعت الكارثة وحلت الصاعقة، وحدث مالم يكن بالحسبان .

    وبينما إمام المسلمين وولي أمرهم ساجد بين يدي الله إذ خرج رجل من الصف الثالث

    شاهراً خنجراً معه قد أعده لهذه الجريمة الخبيثة فأهوى بخنجره على ذلك الإمام الساجد بين يدي الله جل جلاله ، فطعنه عدة طعنات نفذت إلى جوفه فقتلته ساجداً بين يدي الله .
    لقد مات.. لقد مات مقتلواً ساجداً بين يدي الله، قتلوه في بيت الله
    فلا حرمة لبيت الله، سفكوا دمه فلا إله إلا الله ...

    من القاتل، ومن المقتول ؟؟

    إن هذا المقتول والذي نحسبه شهيداً عند الله.. هو الإمام الصالح : الملك عبدالعزيز بن محمد بن سعود رحمه الله تعالى

    وقاتله، هو أحد شيعة النجف أُرسل لهذه المهمة .

    إذاً علام يُقتَل هذا الرجل؟!
    هل دعا للشرك والكفر؟!
    مالذي يوجب قتله وأين ( في بيت الله ! )
    ومتى في الصلاة وهو ساجد بين يدي الله !

    يا لله ، ألم يعلم هذا القاتل أن عرض المسلم ودمه وماله حرام عند الله وأشد حرمة من مكة البلد الحرام في اليوم الحرام في الشهر الحرام .

    ألم يعلم هذا القاتل أن هذا الرجل كان يدعو إلى ما كان يدعو إليه محمد وأصحابه رضي الله عنهم!!
    ألم يعلم هذا القاتل أن الذي يقوم به هذا الإمام من محاربة بدع القبور ومنع تشييدها وبنائها
    هي وصية أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب التي تلقاها من رسول الله .
    ألم يعلم هذا القاتل أن كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه؟

    هل يعقل أنه لا يعلم

    أقول: بلى يعلم
    ولكن السر في هذا

    أنه يعتقد ما يعتقده الشيعة الرافضة في أهل السنة والجماعة من أنهم كفار حلال الدم والمال، وأنهم أكفر من اليهود والنصارى وأنهم تلقوا دينهم عن طريق الصحابة الذين كفروا بالله خصوصاً أبو بكر وعمر واللذان يعتقد بهم الشيعة أنهما أطغى الناس وأكفرهم ويلعنونهم في صلواتهم سراً وجهاراً .

    سبحان الله!! يعتقدون أن أهل السنة على كتاب محرف وهو القرآن ، ويعتقدون أن أهل السنة أبناء زنى،

    وهذا من واقع كتبهم فلا مجال لإنكاره وغيره الكثير من العجب العجاب.

    إذا كنّا حلال الدم عند الرافضة وهذا يشهد به الواقع الحاضر والتاريخ الماضي..

    وما جرائم الرافضة في أهل السنة في كل مكان بخافية عنا، فهم الذين تعاونوا مع التتار لدخول بغداد فقتلوا أكثر من مليون وسبعمائة ألف مسلم في أيام قلائل وكانت مجزرة سالت على إثرها دماء المسلمين في الطرقات .
    هم الذين فجروا ودمروا في مكة المكرمة عام ألف وأربعمائة وتسعة هجري 1409هـ كما فعلت ذلك خلية السائرون على درب الخميني والمتفرعة من حزب اللات والمسمى حزب الله كذباً وزراً.

    بل هم الذين فجروا جسد العلامة إحسان إلهي ظهير والذي ملأ الدنيا كتب تكشف باطلهم وضلالهم.
    واليوم لا تصدقوا كلامي واضربوا به عرض الحائط ولا تطيعوني أبداً واجعلوا ما قلته ( والذي نقلته من كتب التاريخ التي بين أيدي المسلمين ) اجعلوه افتراء عليهم ..!!

    وانطلقوا إلى بغداد واسألوها وانطلقوا إلى طهران واستنطقوها .
    انطلقوا إلى العفيفات من بناتنا في هناك فاسألوهن ماذا فعل بهن الروافض
    ( لن يجبنك يا صاح ، ولكن يجيبك دم عفافهن الذي سكب في مراكز الداخلية في العراق وإيران ) .
    سل الشيوخ الركع .. سل الأطفال الرضع
    سل طرقات بغداد ... سل شارع حيفا ... سل الأنبار ... سل الأحواز في إيران
    بل سل حجار الأرض وجماداتها

    ستجيبك حتماً بحقيقة هؤلاء الروافض الذين لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة، ولا يقيمون لدين الله وزناً ولا قيمة .

    إلى الذين يقربون بين السنة والشيعة الرافضة ..
    خذوا من دماء أهل العراق من أهل السنة واسكبوا على ورود دعاة التقريب بيننا وبينهم لتنمو تلك الورود وليغرسها دعاة التقريب على جثث أهل السنة ( أو النواصب كما تسميهم الرافضة ) لعلكم يا دعاة التقريب إن غرستم مبدأكم هذا في جثة سنيٍ وسقيتموه بدم سنيٍ آخر ستنبت لكم محبة الرافضة واُخُوتُهم، وتنسفون أصولاً قامت عليها شريعة محمد فلا ولاء ولا براء..

    فيا داعية التفريق والتمييع لا التقريب أقول لكم :

    والله إن لانت صخور صم في أقسى البقاع
    وتعانقت حباً حمير الوحش مع أعتا السباع
    وتآخت الآساد مع غزلان غاب في رِضاع
    وتبسمت شمس النهار تبسماً يبدي الثنايا والرَباع
    لن يرتضي منك الروافض سنةً لن يقبلوا إلا ابتداع
    لن يقبلوا إلا بتكفير الصحاب ولن تطاع
    لن يرتضوا إلا بقذف المحصنات الغافلات بلا امتناع
    لن يرتضوك بصفهم حتى تحج إلى القبور وتستغيث من الضياع
    وتقدم القربان قسراً للقبور فلا تخاف ولا تراع
    وتسب عرض رسولنا وهناك أبشر بالضياع

    أخيراً أخي وأخيتي : أترى أن يكون بيننا وبين هؤلاء قرب ومحبة ومودة وهم على ملة ونحن على ملة؟!!!
    اللهم اهد ضال المسلمين وادرأ عنّا كيد النفاق وأفضح تقية المنافقين



    الطموح
    لطالما سمعنا عن قصص النجاح التي كانت بدايتها بسيطة لاشخاص نجحوا في تخطي العقابات و تجاوزوا العديد من الازمات و المحن و تمكنوا بمثابرتهم و عزمهم من صياغة قصص نجاحهم و من بين هذه القصص قصة طفل استطاع بالجهد و العمل و بالفكر و الابداع ان ينقش اسمه الامع علي لائحة النجاح و التميز هو احدي اشهر و ابدع مصمم مجوهرات بتونس

    و سننتقي من تجربة هذا الطفل الكثير من النصائح و الدروس المستفادة
    دعوني ابحر معكم في قصة غريبة نوعا ما لكنها مشوقة جدا قصة طموح قصة نجاح قصة واقعية سجلتها لكم بعد ان كان لي لقاء معه وهو والدي الله يحفظه و حينما اخبرته انني اجري دراسة لؤكد ان النجاح الكبير ينطلق من خلال فكرة تحلق في الخيال تفاعل معي حيث انني استمتعت بحلاوة و لذة الشهد وهو يقطر من فمه و حلاوة الفخر و النجاح تحدث معي بكل صراحة و اهدي الينا صفحات من صفحات حياته المليئة بالتعب و المعاناة حتي طواها بيد الفرج و اعقبتها صفحة بيضاء سطورها الامل و الفخر و النجاح و هذه القصة هي تأكيد لقول الشاعرسعيد حمد :
    كم فرجة مطوية ..... لك تحت اثناء النوائب
    ومسرة قد اقبلت ..... من حيث تنتظر المصائب
    لقد حركت في نفسي هذه القصة مشاعر لست ادري معناها و لم افهمها انما استطيع ان اصفها بكلمتين اشفاق و في نفس الوقت فخرا كبيرا لي و كان كلامه معي ينهال كالماء العذب ارسل علي النار و من خلال حديثه معي كان و كأنه يؤكد و يقول :
    ان الطريق الاول للنجاح هو الايمان به و تحمل المسؤولية

    لقد اثرت عليا هذه القصة كثيرا و جعلتني اصحح شيئا من مسار حياتي فأتمني لكم الاستفادة و النفع لنبحر في تفاصيل القصة التي تتحدث عن تجربة هي اكثر تألقا و طموحا .
    ولد الطفل في مدينة المرسي بتونس و كان الاصغر بين اخوته و اتصف منذ صغره بالجدية اذ كان يمضي اوقات فراغه في صناعة اي شئ يخطر بباله لم يكن ميول للعب مع رفاقه ولم يكن له رفاق

    عندما كان طفل كان يدرس في المرحلة الابتدائية و لكنه لم يتمكن من التواؤم مع استاذه و المدرسة عموما و كثرت مخالفاته لاوامر استاذه و اهمال دروسه اذ كان المدرس يعاقبه بالضرب الشديد و مع نهاية الفصل الدراسي لم يحصل علي اي نتيجة كان متأخرا في دراسته حتي ترك المدرسة و لم يتخطي عمره 14 عاما لم يتابع دراسته بقدر متابعته لطريق الابتكارات و المواهب المتعددة التصقت شهرته بشهرة موهبته و قدرته علي الابداع في مجال تصميم المجوهرات الذي يمكن وصف بدايته البسيطة بالاسطورة نوعا ما و قصته ابتدئت عند خروجه من المدرسة بالاتجاه نحو عالم غامض بعزيمة قوية و اشرق الصباح و اشرق معه الطموح في نفسه فأنطلق يبحث عن محلات تفتح له ذراعيها حتي يعمل فيها اي شئ و اخيرا بعد طول بحث تهلل وجهه ووجد فرصة عمل كعامل بسيط في احدي محلات تصميم المجوهرات عمل مناسب علي الاقل في ذالك السن تضمن ان يشاهد المصممين وهم منشغلين في عملهم و هنا بالتحديد ولدت في نفسه فكرة ان يكون مصمم موهوب و ينجح
    كان يعمل بعزيمة كان يعمل بنشاط و يقبل علي التنظيف المحل و المساعدة و قضاء الحاجات و كأنه صاحب المحل كان يعمل كل يوم من الصباح و حتي المساء بجهد و اقبال علي العمل
    رغم انه كان يتلقي الضرب و الاهانات و كان يحاول ان يتذكر ذنبا جناه فما وجد و تمر الايام قاسية ففكر و رسخت في عقيدته فكره انه اذا اراد ان يتعلم فلا بد له من التضحية و عملا بقول الشاعر القائل :
    صابر الصبر الصبور حتي قال الصبر للصبور دعني
    لذاكان يعلم ان حلمه يتطلب صبرا عظيما و عدم اليأس , كان ينظر الي التصاميم امامه ويراها امرا مذهلا و غامضا ووجد نفسه عاجزا عن معرفة ذالك اللغز المحير و في عمر 19 قرر بشخصيته المستقلة السفر الي فرنسا كان يعشق السفر ورجع يحمل الفكرة في ذهنه
    وعاد الي العمل و التحق للعمل عند احد المصممين كمساعد له بحيث يتسني له تطبيق فكرته و اثبت اول نجاح له في تصميم خاتم الا انه لم يكن يرقي للمستوي المرجو لكنه قرر اعتباره تجربة اولية و بداية ناجحة لعملية انتاج خاتم و بالفعل واصل العمل
    مضت السنوات مسرعة و كبر الطفل و كبر حلمه كانت اول انطلاقة له في هذا العالم وهي تطبيق فكرته و هي احياء المجوهرات التقليدية التونسية التي فقدت في ذالك الوقت ليحلق في خياله و يمضي نحو عزيمة تملكه
    بدأ يرسم كل فكرة تصميم تخطر بباله و ينظر الي افكاره فلا يري انها رسم علي ورق انها يري فيها حلمه وهدفه
    لم تخلو حياته المهنية من الاتهامات و الانتقادات المصممين و التجار حيث اوحوا اليه بان نجاحه مستحيل و كان يقاوم تلك الفكرة و يرفضها نهائيا و يعرف ان نجاحه الحقيقي يكمن في ايمانه بقدراته علي النجاح
    اوقف و تحدي كل تفكير سلبي و كل تأكيد لبؤسه انكر الملموس و اكد النجاح استطاع ان يصنع ذاته عند اول فكرة حلقت في خياله الي هدف يراه بعينيه يخطو اليه يوما بعد يوم و استمر في التدريب علي التصميم حتي اتقن مهنته
    و مع ذالك قهر بكل قوة و عزيمة و اصرار علي النجاح مشاعر اليأس و الظروف الصعبة التي عاش بها
    لنقف قليلا قبل ان نتابع سرد القصة لكم سؤال لكل متابع معي و قارئ و من احس بهذه القصة و كلماتها التي تنطق عن تجربة و معاناة و تتحدث عن طموح و عزيمة و رغبة لذالك كانت صادقة
    من اين بدأ هذا الطفل رحلته مع صناعة ذاته و النجاح في حياته؟


    قصة واقعية:

    كان آخر عهدي بتلك الديار قبل خمس سنوات.. أشياء كثيرة تغيرت خلال هذه المدة، لعلي أذكرها في مشهد آخر.

    تأخرت في كتابة هذه القصة بسبب مشاغلي، لكني في النهاية عقدت العزم على كتابتها، لسبب سأذكره في نهاية المقال.

    بعد أسبوع من وصولي إلى تلك الديار مرضت أختي الصغيرة وارتفعت درجة حرارتها، في المساء بحثت عن مستشفى قريب لكن يصعب الوصول إليه في المساء، ذُكر لي أنه يوجد في الجوار عيادة لطبيب متميز وماهر اسمه: د. أبو الخير – اشتهر باسم أسرته، ذهبت فوجدت غرفة صغيرة بها كراسٍ متواضعة للانتظار وحاجز يقسمها لتصبح غرفتين الثانية هي ما تسمى عيادة الطبيب (سرير ومكتب صغير وكرسيان)، السقف هو خشب وحديد (شنكو) وهي جزء من بيت الطبيب المتواضع.

    لم أجلس في الانتظار لكثرة النساء والأطفال، كل طفل يخرج مبتسماً، جاء دوري، فحص الطبيب أختي الصغيرة دعا لها بالشفاء، تأثر كثيراً عندما شاهد درجة الحرارة، كتب لها العلاج أعطاها إبرة فبدأت بالبكاء ناولها بسرعة حلوى لتخرج مبتسمة كغيرها من الأطفال، سألته: كم قيمة الكشف يا طبيب؟ قال لي: إذا كان معك ثمن الحقنة فقط، كم هو يا طبيب – عذراً لست من هنا -؟ فقط ما يساوي ريالاً ونصف..

    خرجت وأنا في حيرة لعله أخطأ، أين ثمن الكشف، أصبح لغزاً بالنسبة لي، شفيت أختي بفضل الله، ابنتي الصغيرة ما لبثت أن مرضت، ذهبت إلى الطبيب فعيادته بعد مغرب كل يوم، حصل لي كما حصل في المرة الأولى، ولكني قلت له: يا طبيب أنا عندي مقدرة على أن أدفع لك ما تريد، قال: ألا تعرف ما يسمّى بالأجر عند الله، أُحرجتُ كثيراً.

    سألت عنه.. عرفت قصته.. ولكني أيضاً مرضت وذهبت إليه فعالجني، وقال: ألم تسافر بعد؟ قلت: سفري بعد يومين إن شاء الله، هذه المرة رفض أخذ قيمة الكشف وثمن الدواء أيضاً وطلب مني الدعاء.

    أظنك في شوق لمعرفة قصته!!، حسناً.. طبيبنا الفاضل – نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدا – يعمل في الصباح إلى الظهر في عيادة حكومية ويأخذ راتبه منها، وبعد المغرب يستقطع من بيته هذه الغرفة لتكون عيادة يعالج المرضى فيها مجاناً وإنما يأخذ ثمن الحقن فقط، وإن كان المريض لا يستطيع دفعه فلا يأخذه بل قد يدفع له ثمن الدواء الذي يكتبه له، فعيادة المساء أوقفها لوالده – رحمه الله – كصدقة جارية، إذاً طبيبنا (ولد صالح يدعو له).

    أما سبب كتابتي لهذه القصة، فإن هذه الديار هي فلسطين.. نعم.. فلسطين الحبيبة..

    قلت في نفسي ما دام فيك مثل أبي الخير فأنت صامدة وأنت عزيزة وأنت منتصرة بإذن الله، وكأني بك تغبط هذا الطبيب لا على عمله فحسب بل على زمانه ومكانه أيضاً.

    ... لمت نفسي كثيراً فإخواننا يبذلون الغالي والنفيس وحالي: (يَا وَيْلَتَى أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الغُرَابِ) [المائدة: 31]، ألا يمكنني أن أنقل لإخواني مشهداً من المشاهد التي رأيتها، (اللهم إني أعوذ بك من العجز واللا حول ولا قوة الا باللهل والجبن والهرم).

    وفي الختام لا تنسوا أن تدعوا لأولئك المرابطين اللهم انصر الرجال والنساء والولدان المستضعفين في تلك الديار.






    مصاص الدماء
    فتى صغير .. جاوز الحادي عشر من أعوام عمره ..
    كان [ صالح ] يشكل ثنائياً فريداً من نوعه مع أخيه [ راشد ] .. فبالرغم من أنه يصغره بسنتين إلا أنهما كانا كالجسد الواحد ..

    عاش [ صالح ] في المنطقة الشرقية حياته مع والده الكفيف .. فلقد أصيب أبوه في عينه بداء أفقده البصر .. وسجل اسمه في سجل أهل الأعذار .. رغم محاولاته اليائسة للعلاج .. لكن أمر الله فوق كل شيء ..
    كانت حياة [ صالح ] واسعة النطاق .. غير محدودة بإطار .. فإخوانه في كل صوب وناحية .. كلٌ لاهث خلف دنياه تقوده .. وربما يقوده أحياناً ..

    كان للمخطط الذي يسكنه [ صالح ] دور في تربيته .. ربما فاقت كل دور قدمه والده ووالدته .. فلقد كان مع أخيه [ راشد ] يتظاهران بالقوة والبسالة أمام ابناء الحارة .. وربما قاما بمجازفات لا تعقل لإثبات ذلك ..

    هاهو [ صالح ] قد أمسك بـ ضب في زهو أمام أبناء الحارة وجمع من [ العرابجة ] ..
    وبحركة سريعة .. يرفع الضب عالياً .. ويقول : ( شباب .. انظروا ما سأفعل ) .. واستل سكينا معه فشق صدره لينزل الدم سريعاً .. ويبتدر شربه وسط ذهول الجميع ..

    عجبا .. هل غدا [ صالح ] مصاصاً للدماء .. !

    ------------------

    عذرا ..
    فلقد كانت الأيام تخبئ في طياتها أشياء وأشياء ..

    ------------------

    يوماً ..
    ومع الإهمال الأسري .. والخرزات المنحلة ..
    تعرف [ صالح ] على ساحر من سكان الحي ..

    كان ذلك ( حدثا ) فريداً في حياته ..
    لقد كان يصنع العجائب .. !
    يدق الريال المعدني بعينه ..
    ويسير وسط النار بجسده ..
    ويحدث بالغرائب والفرائد ..

    كان [ صالح ] يقف مشدوهاً أمام تلك القوى الخارقة ..
    يردد دائماً : ( أرجوك .. علمني ) ..
    لكن الرفض كان الجواب المتوقع .. ( لطفاً من الله ) ..

    وبعد أشهر .. هرب الساحر إلى خارج المملكة .. بعد أن أحس بافتضاح أمره ..

    -------------------

    و كانت الأيام تخبئ في طياتها أشياء وأشياء ..

    -------------------

    أحس الوالد أن بقاءهم في ( الدمام ) سيضعف معيشتهم .. خاصة مع ضعف المردود المادي للمحل التجاري هناك ..
    لذا .. كان لا بد من اتخاذ قرار حاسم ..
    ( سننتقل إلى الرياض ) .. وبلا مقدمات ..
    لم يكن أمام الأبناء إلا الإذعان .. فقرار أبيهم لا مجال للأخذ والرد فيه .. ولو جرب أحدكم التحاور مع ( كفيف ) لعلم تلك الحدة التي تنتابه ضد من يخالفه ..

    ---------------------

    وفي الرياض .. كان لـ [ صالح ] موعد مع توجه آخر ..
    ترى ..
    ما الذي حدث له ..
    وكيف وقف مع أخيه [ راشد ] جنباً إلى جنب ..
    وما ردة فعل إخوته .. ؟

    -----------------------

    (2)
    ( محنة .. في طيّها المنح ) ..

    هاهي الساعة تشير إلى الثالثة بعد الظهر .. والشمس المحرقة تذيب الجلد والجليد ..
    وهاهو [ صالح ] يحمل على كتفه التلفاز ليضعه في مكانه في غرفة الجلوس ..
    هنا أنسب .. قالها [ راشد ] مشيراً إلى مكان آخر ..
    لكن [ صالح ] كان قد وضع التلفاز وانطلق لحمل شيء آخر .. !
    فرغم ما كان بينهما من الود .. إلا أن النفس كانت تكاد تخرج من شدة التعب والإعياء [ والحر الشديد ] ..

    استقرت العائلة في ذلك الحي .. وهو نسبياً من أفضل أحياء الرياض سكاناً ومنطقة .. خاصة وأن البيت لصيق بالجامع .. خاصة وإمامه معروف بصوته الندي الذي يحيطك بروحانية عجيبة ..
    لكن ..
    لم يكن القرب أو البعد من الجامع يعني لأسرة [ صالح ] شيئا كبيراً .. إذ لم يكن من أسرتهم أحد يصلي .. إلا [ صالح ] .. حيث كان يصلي في البيت .. نقراً كـ[ نقر الغراب ] .. وربما أسرع ..
    كان إخوته يهزؤون به : ( [ صالح ] هل تظن أن صلاتك هذه تفيدك شيئاً ) .. لكنه لم يكن يجيبهم .. كان يقول : ستنفعني صلاتي هذه يوما ..!
    ولم يكن [ صالح ] بعيداً .. لكن .. كان بحاجة إلى من يعلق الجرس .. فكم من الغرقى حولنا قريب إلى شاطئ النجاة .. لكن من يلقي له الطوق ..[ يبقى سؤالاً ]..

    كان بيت [ صالح ] مليء بالشباب .. فإخوته من الذكور ستة .. وكلهم متقاربي العمر .. فأكبرهم قارب الثلاثين .. وأصغرهم جاوز العاشرة ..
    ولأجل ذلك .. فلم يكن يوم يمر إلا وتحدث مشكلة في البيت .. وترتفع الأصوات .. وربما يصل الأمر إلى الاشتباك بالأيدي ..

    لكن ذلك اليوم لم يكن عادياً ..

    خرج [ صالح ] من منزله بعد مشاجرة حدثت مع إخوته .. حيث كانوا في صف .. وكان هو في الصف الآخر .. أحس أن المعركة غير عادلة .. وربما .. مؤامرة .. فخرج ..

    في الشارع ..
    وقف [ صالح ] أمام باب البيت حائرا ..
    ماذا أفعل ؟؟
    وإلى أين أذهب ؟؟
    أأعود .. ؟؟
    لا لا .. ( فلم تكن نفسه الأبية تطاوعه للعودة مهزوماً ) ..
    نظر يمنة ويسرة ..
    شدّه ذلك الصرح العظيم ..
    نعم .. إلى هناك .. !

    -----------

    دخل [ صالح ] ..
    نعم .. دخل .. ولأول مرة ..
    دخل الجامع ..

    الله ..
    ما هذه الروحانية .. ؟
    وما هذا السكون ..؟
    ما أعظم الفرق بين هدوء الجامع وصخب المنزل ..

    رمى [ صالح ] ببصره إلى زاوية بالجامع ..
    اتجه إليها ..
    وفي الطريق : تذكر أن أستاذهم الوقور .. ذا اللحية المهيبة .. والخلق الدمث قد أخبرهم أنه ينبغي على كل داخل للمسجد أن يصلي ركعتين ..
    استن سارية .. وبدأ يصلي ..
    ركعتين .. مرت كلمح البصر ..
    لكنها كانت شيئاً ..

    ------------

    وحضرت الصلاة ..
    صلاة مشهودة .. وبداية حياة جديدة لصاحبنا ..

    يا الله ..
    ما أسعد المصلين هنا .. وما أهناهم ..
    تُـرى .. كيف كنت أمضي حياتي بعيداً عن هذه السعادة ..
    انظر ..
    ذاك يتجاذب مع جاره أطراف الحديث ..
    وآخر يعانق جاراً قدم من سفره ..
    وثالث يعين كهلاً للذهاب إلى منزله ..

    الله ..
    ما هذه الحياة ..
    نِعم هؤلاء .. ونِعم ما هم فيه من السعادة ..

    ----------------

    كانت تلك .. بداية البداية لــ[ صالح ] .. ونبوءات ميلاد جديد ..
    لتنطلق الحياة الجديدة بأحداثها العجيبة ..
    فلصاحبنا أحداث وأحداث ..
    كيف ثبت على الطريق ..؟
    وهل سيقبل به أصحابه الجدد ؟
    وما موقف أهله تجاهه ..؟

    ---------------

    (3)

    بدأ [ صالح ] يكثر التردد على الجامع .. فلم تكن صلاة تفوته .. لكنه أحياناً - وخاصة في الفجر - تغلبه عيناه فلا يستيقظ إلا مع بدء اليوم الدراسي .. فيقوم فزعاً .. يصلي الفجر .. ويأخذ حقيبته متجهاً إلى مدرسته الثانوية ..
    كانت تلك الأحداث في نهاية العام الدراسي .. وكان معها التغيير ..

    وفي المنزل :
    لاحظ إخوة [ صالح ] تغيره .. لكن الأمر لم يكن يعني لهم شيئاً .. فالإحساس قد تبلّد من سنين ..
    لكن ..
    كانت هناك نفس شدّها تغير [ صالح ] .. حيث كان [ راشد ] الأخ والصديق .. بل والحياة كلها لـ [ صالح ] ..
    لذا .. كانت الصراحة بينهم شعار ..
    اتجه [ صالح ] لـ [ راشد ] ..
    قال له : أخي .. ألا تصلي .. ؟؟
    [ راشد ] : ماذا ..
    كان السؤال مفاجئاً لـ [ راشد ] ..
    [ صالح ] : والله يا أخي .. لقد وجدت حياة أخرى في الصلاة والقرب من الله ..
    [ راشد ] : كيف .. ؟؟
    [ صالح ] : إني والله أعيش أياماً لم أعش مثلها قط .. صدقني يا أخي .. الحياة في المسجد شيء لا يوصف .. والحياة مع الله أمر لا يقدر بثمن .. راحة وأي راحة .. صدقني يا أخي .. عش معنا .. وستجد اللذة الحقيقية ..
    [ راشد ] : ولكن ..
    [ صالح ] : أبداً يا أخي .. الأمر أيسر مما تتصور .. فقط اعزم .. وسيعينك الله ..

    كان تلك الكلمات .. بداية التحول لحياة [ راشد ] و[ صالح ] .. ليصبحا ثنائياً في الخير .. بعد أن أمضيا في الشر سنيناً ..

    ----------------

    ومع بداية الصيف ..
    كانت المراكز الصيفية قد فتحت أبوابها .. وبدأت تستقبل الشباب والفتيان ..
    كان [ صالح ] كـ كثير من الشباب .. لا يعرف المراكز الصيفية ..
    لكنه اطلع على إعلان أحدها ..
    شدّه ما فيها من البرامج الممتعة .. واللقاءات الرائعة ..
    وأزّه إليها أكثر قرب المركز من بيتهم ..
    خاصة وأن [ صالح ] لا يملك سيارة .. وليس لديه وسيلة نقل إلا سيارة أخيه القديمة .. التي تسير ساعة وتتعطل أخرى ..

    لكنه .. كابد الصعاب ..

    ---------------------

    قرر [ صالح ] و [ راشد ] الانضمام إلى المركز الصيفي .. والانخراط في برامجه ..
    كانت خطوة رائدة في حياتهم ..
    فالمركز الصيفي مشروع رائع .. هنيئاً لمن كانت فكرته ..

    ومع المركز ..
    تغيرت حال الأخوين شيئاً فشيئاً ..
    وأحسا بالإيمان يضيء في صدروها ..
    يا الله ..
    ما أجمل حياة الإيمان ..
    وما ألذها ..

    تعرف [ صالح ] على صحبة من الأخيار في المركز الصيفي ..
    وعلم بعد ذلك أنهم في حلقات تحفيظ القرآن ..
    لكنه ..
    لم يكن يعلم ما هذه الحلقات ..
    عذرا ..
    فـ [ صالح ] يعيش بين أظهرنا ..
    لكنه كان مغلقاً عن العالم حوله ..

    ارتبط [ صالح ] بأحد الشباب ..
    أحبه .. وأحب أخلاقه وحسن خلقه ..
    وكانت تلك بداية الانطلاقة .. مع أولائك الأخيار ..

    ----------

    (4)

    المركز الصيفي .. كان بداية الانطلاقة .. ومشروعاً لحياة جديدة مع كثير من الشباب ..
    إنها البذرة الصالحة .. والغرس الطيب .. والتي تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ..
    سنتجاوز جميع ما حدث في المركز .. لننتقل إلى يوم السبت .. حيث بدأت الدراسة لعامها الجديد ..
    كان [ صالح ] يدرك أن هذا العام سيكون مختلفاً عن سابقه .. فحياتي ستكون لله ومع الله .. فما أعظمه من هدف ..
    أصبح [ صالح ] يعد الدقائق والساعات وهو ينتظر أول أيام الحلقة .. فهو يسمع عن الحلقات وطلابها .. ويرى ما هم فيه من الخلق والسمت .. لكن .. أن يكون أحدهم فهو ما لم يتصوره طيلة حياته ..
    وبعد الصلاة .. انطلق إلى حلقته برفقة أخيه [ راشد ] في سيارتهما المتواضعة .. لكن الهمة .. تصنع أهل القمة ..
    دخل الجامع .. وكانت بداية الحياة مع القرآن ..
    لقد كان [ صالح ] يحمل همة عالية .. جد عالية .. حيث بدأ الحفظ من سورة ( البقرة ) .. وكان يحفظ القرآن كما أنزل مرتلاً مراعياً أحكام التجويد الصحيح ..
    أحس [ صالح ] بنشوة وهو يحفظ كتاب الله .. فهو أمام تحد جديد وصراع شديد نحو هدف عظيم ..لذا .. لم يكن [ صالح ] عادياً ينهي المطلوب منه فقط - كما كان غيره - .. بل كان يجاهد نفسه وينجز كما ينجز الطالب الحافظ لكتاب الله ..
    لكن ..
    كان أمام [ صالح ] عقبات كثيرة يصعب تجاوزها ..إذ لم يكن التغير الجذري بالأمر الهين .. فلقد عاش في أكثر البيئات سلبية بين أبوين وإخوة عوام .. لا يكاد أحدهم يعرف من العلوم الشرعية أو الدنيوية شيئاً يميزه ..
    كان أعظم الحواجز أمامه حاجز اللغة العربية .. فلقد كان يشعر بالنقص أمام زملائه وهو يتحدث إليهم .. فلغته العربية ركيكة جداً .. فضلاً عن أن يحاول التحدث في النحو أو يعرب بيتاً أو حتى كلمة من مقال ..
    وكم كان يحس بالحرج الشديد حين يطلب منه المعلم القراءة .. فيحاول جاهداً .. لكن [ الخرق ] أعظم من [ الرقع ] ..

    ذات يوم ..
    كان [ صالح ] جالساً مع نفسه .. قد أخرج ورقة وأخذ يسجل جوانب النقص لديه .. مباشرة كتب : النحو واللغة العربية ..
    ثم أخذ يفكر ..
    تذكر أنه مرة اختلف هو وصاحب له في المسح على الخفين للمسافر .. ثم مر على ذهنه ذلك الموقف الذي لا يكاد ينسى ..
    فلقد سأل المعلم عن القصر في السفر .. فأجاب بأن صلاة المغرب تقصر إلى ركعتين .. فلم يكمل الجملة حتى عم الضحك الفصل ..
    لقد كان موقفاً محرجاً .. ( تمنيت أني لم أنطق .. بل لم أحضر ذلك اليوم ) ..
    فكر ..
    كيف لي أن أطور نفسي في هذا ..
    تذكر أن هناك درساً في الجامع الكبير في الحي المقابل .. يلقي فيه أحد كبار العلماء درساً ميسراً في فقه الطهارة والصلاة ..
    وبعد العشاء .. حمل دفتره .. وانطلق إلى الجامع ..
    وفي الجامع : كان الجميع قد تحلّق حول الشيخ .. في منظر مهيب .. ( يا لله .. أجلوا الله فأجلهم .. ) .. قالها [ صالح ] وهو يدلف داخلا ..
    وبعد الركعتين .. جلس عند الشيخ .. وبدأ مشواره مع طلب العلم ..

    ومرت الأيام ..

    ----------------------

    ذات يوم ..
    جلس [ صالح ] مع أخيه [ راشد ] يحكي له معاناته مع اللغة العربية ..
    [ صالح ] : [ راشد ] لقد عانيت كثيرا من تعلم اللغة العربية .. أكاد أجن .. لقد فقدت الأمل .. إنها معقدة حقاً ..
    [ راشد ] : وانا كذلك .. لقد واجهت صعوبة كبيرة في فهم المعلم هذا اليوم ..
    [ صالح ] : لكن ما الحل .. ؟ أنقف مكتوفي الأيدي ؟؟ ..
    [ راشد ] : لا أدري .. لكن ألا يمكن أن نجد من يعلمنا ؟؟
    [ صالح ] : يعلمنا .. !
    [ راشد ] : ما بالك .. هل قلت خطأ ؟؟
    [ صالح ] : أبداً .. لكن ذات يوم .. وعندما كنت عند الشيخ في درس الفقه .. كان بجواري رجل يدرس في كلية اللغة العربية بقسم الدراسات العليا ..
    [ راشد ] : ممتاز .. ألا تعرض عليه الأمر ..
    [ صالح ] : بالتأكيد ..

    وفعلاً .. وافق الأستاذ على تعليمهم .. مقابل مبلغ رمزي ليعلم جديتهم ..

    -----------------------

    كان الأستاذ [ خالد ] يشرح مادة النحو لطلاب الصف الثالث ثانوي ..
    وبعد الدرس ..
    سأل [ صالح ] عن جزئية في الدرس ..
    كان الأستاذ خالد مثالاً للمعلم الناجح والمخلص ..
    قال الأستاذ : لو قلنا مثلا : الطلاب ناجحون .. ما إعراب ( ناجحون ) ؟؟
    سكت [ صالح ] ..
    أعاد الأستاذ .. ولكن لم يجب ..
    كرر السؤال ..
    نزل [ صالح ] رأسه .. وقال : لا أدري ..

    كانت صدمة كبيرة للأستاذ [ خالد ] .. فـ [ صالح ] من الطلاب الممتازين على مستوى القسم الشرعي ..
    فكر قليلا .. ثم قال : أنصحك يا [ صالح ] بقراءة الأدب الجاهلي مع إعرابه .. وستجد الفرق بعد أيام ..

    لم يعلم الأستاذ أن تلك ستكون شمعة .. بل شمساً ستتقد في طريق [ صالح ]..

    -------------

    (5)

    سبحان الله .. وهكذا الأيام ..
    من يتصور أن [ صالح ] سيتغير تغيراً كهذا خلال سنتين ..
    كم نحن بحاجة إلى ألا نيأس عند دعوة للآخرين .. فلا ندري متى يفتح الله على قلوب أولائك ..

    أصبح [ صالح ] يتطلع إلى أن يكون من كبار العلماء .. فهو يرى شيخه كيف رفعه الله بالعلم درجات ..
    لذا .. عزم على الالتحاق بكلية الشريعة ..
    كان هذا هاجسه الدائم خلال دراسته الثانوية ..
    خاصة وقد ازداد حماسه بعد تجاوزه لعقبة النحو واللغة العربية .. فأصبح خلال شهر ينافس الأوائل في الإعراب ومهارات اللغة العربية .. لقد كان مثاراً للعجب ..

    كان [ صالح ] يأخذ معه كل يوم كتاباً ليقرأه في الفصل .. حتى أنهى كتاب ( حادي الأرواح ) وهو في الصف الثاني ثانوي .. وما أعظمه من كتاب .. حيث أبدع ابن القيم الحديث في وصف الجنة .. وهي دعوة للجميع لاقتناء الكتاب .. فمعه ستنسى الدنيا ولذاتها .. [ نسخة مصورة إلى قسم الإعلام المقروء ] ..

    لم يكن [ صالح ] يقرأ في أي فن .. بل كان يريد أيضاً أن يطور نفسه من خلال ما هيّة ما يقرأ .. فليست المسألة تسلية .. بقدر ما هي تطوير وتغذية ..

    دخل المكتبة .. وأخذ يتجول في أروقتها ..
    رمق ركناً في الزاوية فيه كتب تختلف عن غيرها ..
    وصله .. أخذ يتصفح الكتب : ( كيف تتقن الإدارة في ساعة - كيف تلا حول ولا قوة الا باللهب موظفيك - فنون التعامل مع الآخرين - من حرك قطعة الجبن - دع القلق وابدأ الحياة ... ) ..
    كانت تلك العناوين تشده .. فهي تشبع جانباً لديه ..
    لقد كان يحس بجفاء من الآخرين .. فهو يحب فلاناً وفلاناً .. لكنهم كانوا باردي المشاعر معه ..
    كان يشعر بشيء من الكمد والحزن .. لكنه يعزي نفسه بالصحبة الصالحة أحيانا .. وبصدق الأخوة أحيانا أخرى ..

    أقل من دقيقتين .. و[ صالح ] أمام المحاسب قد اقتني كتابين منها ..
    انطلق إلى البيت .. وهناك أخذ يقرأ من ذا .. ويتصفح شيئا من ذاك ..

    ساعتان مرت .. لم يشعر [ صالح ] بنفسه حتى دخلت عليه أمه .. ( ألم تنم يا [ صالح ] ) ؟؟
    ( ماذا .. كم الساعة الآن ؟؟ ) ..
    كانت الساعة تشير إلى الواحدة صباحاً ..
    أغلق [ صالح ] ما في يديه .. ثم صلى ما تيسر ونام ..

    -----------------

    هاهو [ صالح ] يجلس بين أحبته وقد تحلقوا حوله مستمعين بإنصات لحديثه ..
    كان حديث صالح ذا شجون .. وأسلوبه في مراعاة السامعين يشدهم إليه ..
    لقد أصبح الجميع يحبه .. ويحب مجالسته ..
    لم يكن يسفه رأي أحد .. ولا يحتقر جلوسه بجواره ..
    لقد أعطى الجميع حقه .. وأظهر لهم حبه الكامن .. فأحبوه ..
    لقد كان يأخذ بالقاعدة النبوية : ( أخبره أنك تحبه ) .. وكان يرى أثرها بالغاً على الآخرين ..

    إنه سحر الأخلاق .. السحر الحلال ..

    كان [ صالح ] يؤمن أن تغيير الناس يأتي بعد ارتياحهم للمتكلم وحبهم له .. لذا كان يكن لطلاب فصله حباً عظيما .. حتى أصبحوا ينتظرونه إذا تأخر .. ويسألون عنه إذا غاب ..

    لقد كان [ صالح ] معلماً بخلقه .. ومربياً بأدبه.. تشعر أنه صادق مع الله .. فلا تتعجب .. أن يكتب الله له القبول بين خلقه ..

    ---------------------------

    النخلة العوجاء ..
    مثل يضرب لمن ينفع البعيد ويدفع القريب .. فهي نخلة عوجاء .. أصلها في مكان وثمرها في مكان آخر ..

    كان [ صالح ] يعي أن خير الناس أنفعهم للناس .. وأحق الناس بالنفع أهله ..
    خاصة .. وأن بيتهم قد وضع فيه الحبل على الغارب .. فكلٌ يصنع ما شاء كما شاء ..

    في أحد الأيام ..
    شعر صالح بجلبة وحركة غير عادية في بيتهم ..
    كان إخوته يصعدون وينزلون ..
    ماذا ؟؟
    لقد كان الخبر مفاجأة ..
    ترى .. ما الذي حدث ؟؟

    لقد وضع إخوته طبقاً فضائياً فوق البيت ..
    لكنه ليس طبقاً عادياً ..
    لكن وُضع فيه رأس من خارج المملكة .. يجلب قنوات الإباحة والفساد جهاراً نهاراً ..

    مصيبة .. لا يمكن التغاضي عنها ..
    كان [ راشد ] يشعر بالهم نفسه ..
    يتساءل :
    هل سأكون ديوثاً أرضى الخبث في أهلي .. ؟؟
    ماذا أقول لربي حين أقدم عليه ..؟؟

    كانت مصيبة أعظم من أن تحتمل ..
    يبكي .. ولكن البكاء لا يجدي ..
    يشكي .. وما ستنفع الشكاة .. ؟

    أعلن الأخوان حالة الطوارئ .. اجتماع مغلق للمشكلة ..
    كان أمامهم خيار واحد ..
    فالتغيير لن يكون عن طريقنا ..
    لابد من سلطة أعلى ..
    لكن من ؟؟
    والدنا .. لا يأبه بنا أصلاُ .. فكيف سيتعاون معنا ..
    أمنا .. نعم .. أمنا ..
    لكن .. كيف ..؟؟

    اتفقا على أن يتولى [ صالح ] التأثير على والدته وإقناعها ..
    أحس صالح أن المهمة صعبة .. وربما لا تنجح ..
    فماذا سيعمل ؟؟

    -------------

    (6)

    انطلق [ صالح ] إلى أمه ..
    جلس عندها ..
    أخذ يتجاذب معها أطراف الحديث ..
    ثم قال :
    ( أماه .. كم أعلم ما فيك من الخير وحب الدين .. فالله يحب من ينصر دينه وينشر الخير ..
    لقد تضايقت يا أمي عندما رأيت ما وضعه إخوتي .. أترين هذا الطبق .. إنه ينشر الفضيحة بلا حياء ..
    أترضين ما ينشره لبناتك .. أترضين أن تكون فلانة كهذه العاهرة .. أترضين أن يتلقى أبناؤك الأطهار تلك الثقافات الفاسدة ... ) ..
    كان [ صالح ] يكرر ذلك .. والتأثر يظهر على وجه أمه ..
    ( يكفي .. لكن ما العمل .. ؟؟ ) ..
    انفرجت أسارير [ صالح ] .. وقال : ( لقد كنت أتوقع منك هذا .. فأنت أم الخير وصاحبته .. والحل في أننا نلا حول ولا قوة الا باللهر هذا الجهاز .. )

    انطلق الثلاثة إلى سطح المنزل .. وفي لمح البصر أصبح ذلك الجهاز في أسفل البيت ..
    لقد رموه من سطح المنزل إلى أسفله مباشرة .. فغدا متردية خبيثة .. لا ينتفع منها بشيء .. حتى ولو دبغت ألف مرة ..

    كانت تلك أولى علامات النصر لـصاحبنا .. وأولى المبشرات ..

    لكن ..
    لم يكن الأمر بهذه السهولة .. فما أشد الشباب وعنادهم ..
    فبعد أيام إذا بجهاز جديد يوضع في المنزل ..

    صدمة غير متوقعة .. فلم يكن يظن أن إخوته سيضحون بمالهم مرة أخرى .. رغم شح الموارد المالية ..
    لكنه الشيطان .. يؤز الناس إلى العذاب أزاً ..

    كان [ صالح ] صامداً .. شعاره : ( وإن عدتم عدنا ) ..
    يقول لي : ( لقد لا حول ولا قوة الا باللهرنا - يا أبا زيد - ثلاثة أطباق في بيتنا ) ..
    يا لله .. ما هذه العزيمة .. لله أنتم ..

    كان [ صالح ] يأسر من حوله بعزيمته الفذة .. فلقد غير في حياته الكثير .. وغير من حياة الكثير .. في سنتين ..
    بل لقد خطا خطوات رائدة في اللغة الإنجليزية خلال أشهر بعد أن كان لا يعرف إلا الأحرف .. بل حتى الأحرف لا يعرف أكثرها ..

    --------------

    انتهى العام الدراسي .. معلناً تخرج [ صالح ] ونجاحه وأخيه [ راشد ] وانتقالهم إلى المرحلة الجامعية ..
    لم يتردد الأخوان في التسجيل .. فلقد التحقا بكلية الشريعة دون تردد ..
    وكانت لهم هناك حوادث وقصص ..
    ومنها الحادث الأهم .. والذي حدث قبل أيام ..
    فما الذي حصل ..

    ---------------

    (7)

    كلية الشريعة .. أفضل كلية شرعية على مستوى العالم .. وأنقاها منهجاً .. خرجت ولا زالت تخرج العلماء وطلبة العلم والدعاة والوعاظ .. في أروقتها لا تتأذى من رائحة سجائر ذاك .. ولا من نغمة جوال الآخر .. ولا تتضايق من أخبار المباريات ونقاش التوافه فيها .. راحة نفسية لا تضاهى .. لا أبالغ إن قلت : إنه لا يمكن أن يجتمع هذا العدد من الأخيار في مكان بشكل يومي إلا في كلية الشريعة ..

    في تلك الكلية .. كان [ صالح ] يسير حاملاً كتاب حاشية الروض المربع في يمينه والعقيدة الطحاوية في يساره .. يحث الخطى ليلحق بالمحاضرة الأولى حيث بدأت قبل ثلاث دقائق ..
    ( السلام عليكم ..) .. قالها [ صالح ] ثم دخل ..

    كان [ صالح ] يشعر بنشوة والدروس تتوالى عليه كل يوم .. من فن لآخر .. ومن علم لثانٍ .. في تناسق عجيب ..
    يقول في نفسه : " ترى .. هل يوجد مكان آخر يمكن أن أطلب فيه العلم بهذا التركيز والموضوعية ؟؟ " ..
    وفي البيت .. لا يفتأ يقلب صفحات الكتب مراجعا ومعلقا .. وأحيانا يقرب [ المسجل ] ليسمع شريطاً يشرح أحد المواضيع .. خاصة في [ النحو ] .. والتي كان [ صالح ] يوليها اهتماماً بالغاً ، فيحضر الدرس قبل شرحه من أكثر من كتاب .. ويحضر وقد فهم الدرس كاملاً .. فلا يبقى إلا التعليق والمتابعة ..
    مر الفصل الأول بأحداثه وحكاياته سريعاً كلمح البصر .. فلم نشعر إلا وقد بدأت الاختبارات النهائية .. ثم ها هي تنتهي .. وتخرج النتائج ..
    انطلقت سريعاً للجامعة .. لأشاهد النتائج وقد [ علقت ] في [ البهو الداخلي ] .. ( فضيحة أمام الخلق ) ..
    أخذت أبحث في أسماء الحاصلين على امتياز من الأحبة ..
    ما شاء الله .. فلان ممتاز .. وفلان كذلك .. وذلك الطالب غير المعروف أخذ ممتاز أيضاً .. نتائج مبشرة حقاً ..
    لكن ترى .. أين [ صالح ] ..
    تفاجأت كثيراً .. حين لم أجد اسم [ صالح ] ممن حصل على ممتاز .. لقد ظننته من الأوائل .. لكنها صدمة ..
    لقيت [ صالحا ] بعد ذلك .. فسالته ..
    كان جوابه غريبا .. وغير مفهوم .. وربما يظنني ساخرا .. !!
    لا أدري .. فلربما كان ذلك المستوى بداية التثبيط لذلك النشاط الباهر ..

    --------------------

    استمرت الحياة بحوادثها ..
    تولى [ صالح ] إمامة مسجد قريب من بيتهم ..
    واشترى سيارة بالتقسيط على حسابه الخاص ..
    وكان يفكر أحيانا بالزواج .. لكنه كان عقبة كؤود .. فليست أموره بالهينة ..

    [ سعد ] .. من أقرب أصدقاء [ صالح ] .. فبينهما محبة عظيمة ..
    فلا تسأل عن أحدهما إلا وتجد الآخر ..
    أحيانا أجلس مع [ سعد ] فيقول : " ليت [ صالحا ] معنا .. " .. وكذلك العلا حول ولا قوة الا بالله ..
    لكن [ صالحا ] لم يكن يظهر صحبته الحميمة - أحيانا - للآخرين .. ( ربما لشيء في نفسه ) .. لكنها تأبى إلا الظهور ..
    كانت صداقتهما في الله ولله .. لقاء في طاعة الله .. واجتماع لعبادته ..

    ---------------------------

    كان [ صالح ] شخصية انطوائية ..
    يحب أن يجلس كثيراً في بيته ..
    ولا تروق له الطلعات وخاصة الطويلة منها ..
    بل إنه - أحيانا - يطلب منا العودة من [ جلستنا البرية ] بعد ساعة من وصولنا .. !
    وكثيرا ما يعتذر عنها من البداية ..

    كان [ سعد ] يذكر أنه يطلب العلم ويدمن قراءة الكتب .. فنسعد بذلك كثيرا ..
    لكن نشعر وكأننا [ نسمع جعجعة .. ولا نرى طحنا ] ..

    ----------------------------

    لم تكن حالة [ صالح ] المادية ميسورة .. بل كان يعتمد على نفسه في توفير ما يحتاج .. وكثيرا ما يعتذر عن [ القَطة *] توفيراً لمصروفاته ..خاصة وأن أقساط السيارة تستهلك جزءا كبيرا من مصروفاته ..
    وكان يلقبنا دائماً بـ [ أبناء المدرسين ] ..

    * ( القطة : مصطلح شعبي .. يطلق على ما يدفعه المرء مشاركة لزملائه في غداء أو عشاء أو شراء أمر ما ) ..

    ومع هذا .. فكنت أرى منه مفارقات عجيبة ..
    فقبل عامين .. إذا به يقتني جوالاً جديداً في السوق بألفي ريال ..
    وبعدها بعام اقتنى حاسباً محمولاً بأكثر من ألفي ريال ..

    كنت مع تعجبي .. أسعد كثيراً بذلك .. وأبارك له ..
    لكني كنت في حيرة من أمره ..

    ----------------------------

    قبل أسبوع ..
    كنت جالساً مع [ سعد ] وقت الإفطار نتجاذب أطراف الحديث ..
    قال [ سعد ] : أتدري ما حدث لـ [ صالح ] ؟؟
    قلت : ماذا ؟!
    قال : اووه .. لقد تغير [ قالها مبديا ابتسامة مع شيء من الحزن ] .. وأشار إلى لحيته ..
    قلت : كيف .. ؟؟ هل تساقطت لحيته ؟؟ [ حيث تذكرت قصة صاحب لي تساقطت لحيته فظن به بعض أصحابه سوءاً ] ..
    قال : لا .. أنت شخص طيب .. لقد تغيرت .. فما هي كما كانت !!
    قلت : وما الذي حصل ؟؟
    قال : لا أدري .. لكني صدمت حين رأيتها .. فالمقص غير فيها شيئاً كبيرا .. وسترى بعد قليل ..

    كان أمراً محيراً حقا .. [ صالح ] الذي كان يعتب وينتقد بشدة من كان يأخذ من لحيته إذا به يقع في نفس الحفرة ..
    يا لله .. ( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ) ..

    وبعد قليل .. كنت أمام باب القاعة .. وإذا بي بـ [ صالح ] .. وليس كما نعرف ..
    نظرت إليه آسفاً .. ولم أطق فأشحت بوجهي إلى الجهة الأخرى ..
    صدمة .. وأي صدمة ..
    من كان معيناً لنا على الخير .. قد بدأ يتخاذل عنه ..

    عفواً .. فليست المسألة مظاهر فحسب ..
    بل تتبعنا الوضع .. فإذا المخبر ليس كما كان ..
    علامات التغير بدت واضحة في أكثر من جانب ..

    حقيقة ..
    كنت .. ولا زلت .. محتاراً ..
    ماذا نصنع ؟؟
    وكيف نرد صاحبنا إلى جادة الصواب ؟؟

    أما [ سعد ] و [ راشد ] فهما يتقطعان ألماً مما يحدث .. ويسعيان جاهدين للرجوع به نحو جادة الصواب ..

    مؤلم حقاً .. حين يتخلف عنك أعز من كان يعينك ..
    إنه جرح لا يندمل .. ولا حول ولا قوة الا باللهر لا ينجبر ..

    ---------------
    [مصاص الدماء] ليس كالأمس .. !
    --------------

    أحبتي ..
    هذه القصة .. بأحداثها ..
    نقلتها لكم كما عايشتها ..
    نقلتها .. ولي هدف ..
    فاليد الواحدة .. لا تصفق ..

    أحبتي ..
    كلنا يعلم أنه يدخل الجنة في السهم ثلاثة : باريها وراميها ومناولها..أو كما قال حبيبنا صلى الله عليه وسلم ..
    وكم أتشوق لأستفيد من آرائكم النيّرة .. حتى نعيد معاً صاحبنا إلى الصواب ..
    ولنعلم .. أن آرائكم ستأخذ جانب التطبيق مباشرة
    ahmad
    ahmad
    عضو ستار
    عضو ستار


    الجنس : ذكر
    الجدي عدد المساهمات : 136
    نقاط : 245
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ الميلاد : 01/01/1990
    تاريخ التسجيل : 11/08/2009
    العمر : 34

    قصص منوعة ومثيرة Empty رد: قصص منوعة ومثيرة

    مُساهمة من طرف ahmad الجمعة يناير 22, 2010 8:16 pm

    مشكووووووووووور
    البعلي الكبير
    البعلي الكبير
    المدير العام
    المدير العام


    الجنس : ذكر
    الثور عدد المساهمات : 332
    نقاط : 10827
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ الميلاد : 19/05/1993
    تاريخ التسجيل : 25/05/2009
    العمر : 31

    قصص منوعة ومثيرة Empty رد: قصص منوعة ومثيرة

    مُساهمة من طرف Ø§Ù„بعلي الكبير السبت يناير 23, 2010 4:03 am

    مشكور على دعمك المتواصل
    (MR.HIMO)
    (MR.HIMO)
    عضو ستار
    عضو ستار


    الجنس : ذكر
    الميزان عدد المساهمات : 781
    نقاط : 1433
    السٌّمعَة : 10
    تاريخ الميلاد : 06/10/1994
    تاريخ التسجيل : 21/12/2009
    العمر : 30

    قصص منوعة ومثيرة Empty رد: قصص منوعة ومثيرة

    مُساهمة من طرف (MR.HIMO) السبت يناير 23, 2010 8:35 pm

    لاشكر على واجب
    ياكـــــــــبير
    ahmad
    ahmad
    عضو ستار
    عضو ستار


    الجنس : ذكر
    الجدي عدد المساهمات : 136
    نقاط : 245
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ الميلاد : 01/01/1990
    تاريخ التسجيل : 11/08/2009
    العمر : 34

    قصص منوعة ومثيرة Empty رد: قصص منوعة ومثيرة

    مُساهمة من طرف ahmad الأربعاء يناير 27, 2010 8:29 pm

    مشكوووووور

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 6:13 pm